السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وثانيها : أن شيخ الاسلام ابن تمية ، قد رد علي ابن عربي أشد الرد ، مع أنه قد نجا وخرج من الإلحاد الزناقة ، التي ملأ بها فصوصه وتفسيره ، كما لا يخفي علي من طالع فتوحاته المكية .
من عبده الضعيف الراجي لرحمة القوي أبي سعيد محمد محي الدين السلفي عفي عن ذنبه الجلي والخفي المتوطن ..... .........والميمن سنكها في البينجا له .
وعلیکم السلام ورحمة الله وبرکاته!
الحمد لله، والصلاة والسلام علىٰ رسول الله، أما بعد!
اعلم انه اختلف العلماء في أمرالشيخ ابن عربي، واختلافهم في شأنه قديم ،معروف في سالف الزمان ، فذهب جمع منهم إلي تضليله بل تكفيره ، نظرا إلي مايخالف نصوص الشرع من أقواله في الظاهر، واعتباراً لما يصادم أحكام الدين من أحواله في بادي الامر ، منهم الإمام الحافظ ابن تيمية والعلامة الشوكاني في رسالته القديمة المسماة بالصوارم الحداد القاطعة لأ عناق مقالات أرباب الإلحاد (هذه الرسالة ملحقة في مجموعة فتاواه الخطية ، المسماة بالفتح الرباني ، الموجودة في مكتبة المدرسة الرحمانية) ردفيها علي الشيخ ابن الفارش وابن عربي وابن سبعين والتلمساني والجيلي واتباعهم ،ردامشبعا في مسئلة وحدة الوجود، أول جمع أقواله وأحواله ، وحملوها علي محامل مختلفة ، فتوفقوافي أمره، نظرا إلي علو شأنه ومربتته في العلوم ، ورفعه درجته ومكانته في الكمالات الظاهرة والباطنة ، ومنهم الشوكاني أيضا، فانه كتب بعد زمان في رسالته المتقدم ذكرها مالفظه : ’’ يقول مؤلف هذا الرسالة غفرالله له ، هوتائب إلي الله من جميع ماحوره فيها ،مما لا يرضي الله عز وجل ،وقد طالعت بعد تأليفها الفتوحات والفصوص ، فرأيت ماللتأويل فيه مدخلا ، لا سيما عند هولاء الذين هم خلاصة من عبادالله عز وجل ، وكان هذه بعد تحرير الرسالة بزيادة علي أربعين سنة ،، انتهي .
ولاشك أن تكفير رجل يقربالاسلام في العلن ، ويعمل بأحكام الشريعةفي الظاهر ،ليس في شئي من الحزم والإحتياط ،سيما إذا أمكن إثبات إسلاميه بتأويل ساءئغ محتمل قريب ،وصرح جمع بإنكار جميع الأقوال المنسوبة إليه ، فقالوا: إن كثيرا من عبارات الفتوحات والفصوص وغيرهما من مؤلفاته ، مدسوسة من أعدادءه، وجزم هولاء ، بأن مخالفيه أدخلو تلك الكلمات الباطلة والاقوال الزائقة من الحق والصواب في تصانيفه ، لينفرالناس عنه .
وأما نحن الذين جئنا بعد قرون متطاولة من الشيخ ابن عربي ، وغيره من امثاله ، واطلعنا علي أقوالهم وكلماتهم في كتبهم ، فما لنا عليهم من سبيل غير السكوت في أمرهم ، والتوقف في شأنهم ،وهذه هوالأحوط عندي في حقهم ، قال تعالي: ’’ تلك أمة قد خلت لها ماكسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون ،،(البقره : 134) وقال :’’ والذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفرلنا ولإننا الذين سبقونابالايمان ،،(الحشر) الخ
وقال النبي صلي الله عليه وسلم : ’’ لا تسبوالأمواب،، (بخاري كتاب الجنائز با ب الي ماقدموا 3/258، حديث كى الفاظ نہ هيں: لاتسبواالأموات ، فإنهم أفضوا الي ما قدموا.)فلا ينبغي لأحدأن يجترء ويتجاسر علي تضليل رجل مقربالإسلام أوتفسيقه أو تبد يعه أوتكفيره، إلا بعد الاطلاع الواسع على جميع أحواله، والخبرة التامة على سيرته، ولا يمكن الوقوف على ذلك، الا لمن عاصره من العلماء، )ولمن جاوره وقرب منه فى المسكن، أولمن قرء من المتأخرين ترجمته المبسوطة فى كتاب مفرد لترجمته، لمصنف مصنف أوكتاب عام جامع لتراجم المتقد مين، كوفيات الأعيان والدررلكامنة والبدر الطالع وتاريخ بغدادوغيرها،فإن كان ضلله أو فسقه أو بدعه أو كفره أو تكلم فيه بشئى، رجل ممن كان شأنه ما وصفنا، فلا نشك فى كونه ضالا زائغاعن الحق ، وإن اساء القول فيه، وجرحه أحد بمجرد النظر إلي بعض كلامه، من غيرأن يقف على أحواله ومعتقداته وقوفا كلاما ، فقد أقحم نفسه في محل خطر وخوف ، وهذا لأن الرجل قد يكتب ما لا يوافق الشرع بجهله وعدم علمه ومعرفة وقصور فهمه ، ولا يتفق لأحد أ، ينبه علي خطأه وزلته ، وهذا كما وقع من غير واحد من الأئمة ، الخالفة لبعض الاحاديث الصحيحة في المسائل الشرعية ،ومع ذلك لا نسئ الظن بهم، بل نقول : لعله لم يبلغهم الحديث ، ولإلماخالفوه ، وليس هذا الالحسن الظن بهم ،وقد يقع الرجل في الخطأ من جهة اجتهاده ، مع كمال علمه ووفور فهمه، فتزل قدمه عن الحق ، ثم قد يوفقه لله للرجل الي الحق والصواب أيضا.
والحاصل أنه لا يجوز التعجيل في الحكم لضلاله، بمجرد النظر الي بعض كلماته الزائغة،بل يجب التثبت في أمره ،والتفتيش عن أحواله وسيرنه ،والبحث عن معتقداته وامياله وعواطفه ، فإن لم نجد أحدا من المعارف المطلع علي أحواله جرحه ، وجب علينا أن نتوقف في أمره ،ونكل أمره الي الله ، ونتلوقوله تعالي:’’ تلك امة قد خلت لها ماكسبت ولكم ما كسبتم ،، الخ وأقصي ما يليق لنا في هذا الباب،وغاية ما يجب علينا في هذه المسئلة ،ان نقبل من احوالهم ما يوافق الكتاب والسنة ، ونترك بل نضرب بها الحافظ مالا يكون كذلك ، لأن كل أحديؤخذ من قوله ويترك ، إلا رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وقد اتفق علي ذلك أهل العلم قديما وحديثا، وهوالحق الحقيق بالتحقيق وباالله التوفيق .،، ( نواب صديق حسن خان قنوجي بهوپالی رحمہ اللہ کاخیال بھی کچھ اسی طرح کاہے ۔وہ اپنے فتاوی دلیل الطالب الی ارجع المطالب ص ، 249 .250 میں فرماتےہیں: ’’ ولأهل العلم خلاف قديم ومعروف عن ابن عربي ومنصور ، ونظر إلي أقوالهما وأحواهما المخالفة للشرع ، تجرأجمع إلي تكفيرهما ، منهم الإمام العلامة الشوكاني رحمه الله في رسالته القديمة المسماة :الصوارم الحداد القاطعة لأعناق مقالات أرباب الإتحاد ، رد فيها علي ابن الفارض وابن عربي وابن سبعين التلمساني والجيلي وابتاعهم ، ردا مشبعا في مسألة وحدة الوجود –
ونظر إلي علو شأنهم ورفعه مكانتهم في العلوم والكمالات ، أول قوم ظاهر تلك الاقوال والأحوال وباطنها ، وحملوها علي حالة السكر وتوقفوا ،ومنهم الشكاني في الفتح الرباني أيضا ، قال : ’’ طالعت الفتوحات والفصول فرأيت ماللتأويل فيه مدخلا ،،انتهي –
ولا ريب أنه مادام يمكن إثبات الإسالام بتأويل ،لماذا يكفر من يقربا الإسلام ،ويعمل بأحكام الشريعة في الظاهر ؟وأنكره جمع كون تلك الأقوال لهولآء، وحكموا بأن الأعداد والمخالفين دسواتلك الكلمات في مؤلفاتهم ، وأيقنوا به ، نحن الذين جئنا بعد قرون متطاولة من هولآء ،لاسبيل لنا الاالسكوت، والعمل بالآيات :’’ تلك أمة قدخلت لها ماكسبت ولكم ماكسبتم ،، وقوله تعالي :’’ والذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفرلنا ولإخوننا الذين سبقونا بالإيمان ،، وبالحديث قال صلي الله عليه وسلم :’’ لاتسبوالأموات ،، الخ
أقصي مافي الباب ، أن يوافق الكتاب والسنة من أقوالهم وأحوالهم نقله،، ومالا يكون كذلك نتركه ، لأن كل أحد يؤخذ من قوله ويتركء إلا رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وقد اتفق علي ذلك أهل العلم قديما وحديثا ، وهو الحقيق باالتحقيق ، وبالله التوفيق-)
ھذا ما عندي والله أعلم بالصواب